منهج التأويل (الجزء الثالث)
- ashrefsalemgmn
- Oct 30, 2024
- 7 min read

الزمن في القرآن
بناء على ماقلنا في الجزء السابق يمكننا معنى قوله تعالى في الآية ٤٧ من سورة الحج أن اليوم عنده كألف سنة مما نعد. وينبغي أن نتنبه هنا إلى أن "الألف" ليست بالضرورة مفهوماً كمياً (أي تعدادي)، بل هي إشارة إلى مدة زمنية تدل على اكتمال الشيء واستيفاء جميع شروط تحققه. ففي هذه الآية نجد أن الله تعالى يقيس الأشياء بمعيار كيفي يرتبط بالاكتمال والتحقق، وكأننا أمام زمن غائي يقاس بتحقق المقاصد لا بمرور اللحظات.
وهكذا يأتي تعبير "يَعْرُجُ" ليجسد ذلك البعد المتسامي عن الحواس، المجرد والحتمي للواقع، والذي يتخطى بالضرورة حدود الواقع المادي ويتعالى عليه. فنحن إذن أمام تصور يتجاوز الزمن الكمي المحسوب بالساعات والأيام إلى زمن نوعي يُقاس باكتمال الغايات وتحقق المقاصد.
لان مفهوم اليوم في ذاته ييعبر عن فترة اكتمال شيء, اليوم يعد في البلاغ القرآني مفهوم نسبي, بمعنى ان اليوم يمكن ان يحوي سنين كما تحوي السنه ايام في فهمنا التقليدي. نحن هنا إزاء ظاهرة تمدد الزمن (Time-Dilation) وانكماشه في الوعي البشري فتارةً تغفو ثماني ساعات فتحسبها ساعة، وتارةً يَستَغْرِقُكَ حديث صديق فيمر الوقت كلمح البصر, وقد جسد القرآن هذه الحقيقة في قصة من أماته الله مائة عام، فلما بُعث ظن انه قد لبث يوما او بعض يوم.
فلفظ "اليوم" في القرآن متأثر بالنسبية, او فالنقول انه ذو طابع سيكولوجي. ذلك أن الإنسان حين يستغرق في نشاط ما، يغيب عنه إحساسه بمرور الزمن، فيظن أن وقتاً أقصر قد مضى. ولا غرو في ذلك؛ فطبيعة الزمن أن يطول في نظرنا حين نجعله موضع تأملنا وتفكرنا، وأن يقصر حين ننشغل عنه بما نحن فيه من عمل أو حال.
وهذا من سنن الإدراك؛ فما نوليه اهتمامنا يتكشف لنا على حقيقته، فنرى فيه من الوجوه والأبعاد ما كان يخفى علينا في غير حال التدبر والتأمل. فكأن الشيء يتجلى للمتأمل على قدر ما يوليه من عناية ونظر.
أما حين يبدو الزمن أقصر، فغالباً ما يكون سبب ذلك اندماجنا التام في النشاط، حتى إذا "افقنا منه" "بدا الزمن أقصر مما هو عليه في الحقيقة. فنحن هنا نربط الزمن الحقيقي بشعور الاكتمال الذي يمنحه إنجاز المهمة، أو بمدة النشاط الذي نخرج منه كما لو كنا نفيق من غفوة.
الف و الالوفية: الجودة vs الكمية
انظر الي مشتقات لفظ "الف", او الي استخدامها المجازي, وستلاحظ ظهور الكلمه في مواضع غير كمية, اي مواضع مجرده من المعنى الحسابي الكمي للكلمه, على سبيل المثال (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ- البقره 96) الوف هنا تشير الي ان الذين خرجوا من ديارهم قد اخدوا كل الاحتياطات اللازمه (في اعتقادهم) بهدف تفادي الموت, الوف هنا تعبير "تحصيلي", يشير الي 'تمامية' الفعل "حَذَرَ الْمَوْتِ".
"مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٦٣ الأنفال"﴾
أَلَّفْتَ هي احد مشتقات "الف", تُسْخدم هنا بمعنى 'اجتماعي او العلائقي' بعيدا كل البعد عن المعنى الكمي, 'أَلَّفَ بَيْنَهُمْ' تشير الي "الاتمام" او اتمام شيء كان قيد 'الاتمام', اي ان وحدة الصف كانت الغاية من البداية وان الشتات السابق كان يُعَامَل على انه كونه مرحلة 'طور التمام' او حقبه او مرحله تستعجل او تتنبأ بالالوفيه والتمام
وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴿٦٥ الأنفال﴾
في سياق الحرب, المعنى 'التمامي' او 'التحصيلي' يتجلى بصورة اخرى, فهنا نفهم ان الالف في سياق الحرب ترمز الي قوه عسكريه مكتمله بالنسبة الي نمط و اسلوب القتال, 'الف' في سياق الحرب آنذاك تعبر عن قوة قتالية مكتملة من المشاة و الفرسان و الرماة و المناوشون الخ, لاحظ اننا نقوم لااراديا بستنفاد كل الخيارات المتاحه لأساليب القتال, فنحن هنا نبحث عن 'الالوفية'.. اليس هنلك فرق واضح بين ترسانة كتيبة من الجيش وقوة غير نظامية?
مفهوم المدة عند الفيلسوف الفرنسي برغسون يتميز بثلاث خصائص جوهرية: أولاً، أنها تجربة ذاتية حية تتجاوز مجرد القياس الزمني المجرد. ثانياً، أنها تيار متصل من الوعي لا يقبل التجزئة أو التقسيم. وثالثاً، أنها حقيقة داخلية تُدرك بالحدس لا بالقياس الموضوعي.
"الزمن والإرادة الحرة: مقالة حول المعطيات المباشرة للوعي هنري برجسون
الفصل الثاني والثالث
العروج في هذا السياق
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٥ السجدة﴾
يتجلى تعبير "يَعْرُجُ" هنا بأوضح صوره؛ فحين نستطيع أن نلمح في أي فعل كل تداعياته وآثاره وانعكاساته على سائر الأشياء، وكل الطرق التي قد يغير بها العالم، نجد أنفسنا أمام شيء هو أبعد ما يكون عن "الواقع" بمعناه المادي المحسوس. ما نراه هنا هو إسقاط تفصيلي أو مخطط لكيفية تجلي الشيء، في مقابل ماهيته الحالية أو مظهره الآني. فتعبير "يَعْرُجُ" يحمل في طياته ذلك البعد المتعالي عن الحواس، المجرد والحتمي للواقع، والذي يتجاوز بطبيعته حدود الواقع المادي. فالعروج عملية تسبق الزمن لان الزمن يعتبر تجسيدا لواقع معين, واقع يمثل العروج إِرتِقَاءً اَوْ تَجَرُْدْ عنه.
_______________________________________________________________________________
منهج التأويل القرآني (مراجعه)
إذا كان صحيحًا أن معنى المصطلح القرآني يُسْتَمَدُّ من سياقات استخدامه المختلفة، فكيف توصلنا إلى فهم "يعرج" كعملية تجريد، أو كصيرورة نحو الكلية عن المفاهيم المحددة ماديًّا - كما في مثال الحيوان الذي أدركنا انتماءه لفصيلة الكلاب؟ كيف يمكن أن يحمل "يعرج" هذا المعنى في ضوء استخداماته القرآنية الأخرى، كاستخدامه في سياق "العجز" (الأعرج)، أو بمعنى "الأبواب"، أو بمعنى "الصعود"؟ وكيف لنا أن نوافق بين هذه المعاني المختلفة للكلمة الواحدة؟
أولًا: المبدأ العام
لنبدأ بتحديد الشروط التي يؤدي اجتماعها إلى مفهوم شمولي ينطبق على كل سياق دون تناقض. ونتخذ من مصطلح "اللجو" نقطة انطلاق.
ثانيًا: مفهوم "اللجوج" كأساس
يمثل "اللجو" القاعدة الأساسية، إذ يتطابق معنى اللجو مع معنى الإدراك نفسه؛ فقولنا إننا "ندرك" أو "نعي" الأشياء لا يختلف قولنا إن الأشياء "تتجسد" أو "تَظْهَرُ"، فهما وصفان مترادفان.
ثالثًا: التوسع في المفهوم
وإذا كان "اللجو" يصف عملية "التجسد" أو "التحقق المادي" بأوسع معانيها، فمن الممكن توسيع هذا المفهوم ليشمل كل الظواهر المتعلقة بـ"الظهور" أو المندرجة تحته.
رابعًا: ما يشمله المفهوم
الاكتمال، التحقق، إعادة الظهور، البدء، الانتهاء، والاستمرار (من حيث إدراكه لحظيًّا). فالجامع لهذه الكلمات هو "الإدراك" أو "الوعي"، فالفهم، والاستنتاج، والتفسير والتيقن، والاستبصار، والفؤاد، تُبنى على الإدراك أو الوعي. في البداية نحن ندرك الأشياء ثم نحيلها إلى إحدى هذه الفئات. كما يمكن أيضًا أن تكون إحدى هذه الفئات مصدر الإدراك نفسه، وبذلك يظهر لنا هنا اتجاهي الإِحَالَةِ السابق ذكره، فإحالة الوعي للفئات تمثل العروج، وفي كون الإدراك مفعولها يظهر دور اللجوج.
تعبير ومعادلة منطقية
الإدراك ⇒ الفئات (س) ⇒ الادراك
س = متغير ⇐ معى انها تشير الي جميع الفئات وعداها (كالجمع بين الكلية والخصوصية) الا انها في في اطار محدد قد تكون محصوره لتغيرات ترتيب الكلمه (او العامل) في المعادله, الاضافه اللتي تحصل هنا هي اننا نجمع بين مفهوم التغير والتبادل وليس التغير والتعدد حصرا, يمكن الفصل هنا بين المتغير النوعي, والمتغير الترتيبي. الصنف الثاني من المتغير يسمح لنا بفهم الكلمه كمسبقم (premise) او كتالي (concequent) في ان واحد
خامسًا: المقارنة الفلسفية
وبهذا يوازي تعبير "اللجو" ما يسميه عالم الرياضيات أَلْفْريدْ نُورْثْ وَايْتِهِيدْ "المناسبات" أو "الوقائع".
"يعتبر وايتهيد المناسبات أبسط الأحداث في الكون. إنها الوحدات الأساسية غير القابلة للتجزئة للتجربة."
سادسًا: المثال القرآني
فلنتأمل قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا)، حيث يظهر "يلج" كتعبير يصف ظهور الحياة على الأرض. وبما أن الأرض في القرآن تمثل مستوى الوجود المادي عامة، وأرضية كل وجود فعلي وحسي، فمن الطبيعي أن يصف تعبير "يلج" عملها وفعلها، أي العملية الكونية التي من خلالها تأتي الأشياء إلى الوجود على الأرض.
ويظهر العروج على الخلفية "اللجوج"، مستمديًا معناه من هذا التقابل. فإذا كان بإمكاننا تعميم مفهوم "اللجو" لاستيعاب شتى صور "الظهور" و"التجسد"، فإن مصطلح "يعرج" يقابله ويوازيه في هذا الاتساع والشمول.. ذلك أن عملية التعميم هي العروج بعينه؛ فاستخلاص المصطلح من سياقه، المجاز، التشبيه، المبالغة، الْجِنَاسُ، والتآلف الصوتي، هي محاكاة اللغة لمفهوم العروج.
يعود سبب استخدام مصطلح "يعرج" لِوَصْفِ 'الْإِعَاقَةِ" إلى فهم فلسفي أعمق، في هذا السياق تُفسر الإعاقة كنوع من التعليق وعدم الارتكاز، تتميز بالإسميتريّة والحركة غير الخطية ذاتها التي تميز عملية التجريد المندرجة تحت العروج. حينما يُفقد عضو من الجسم أو يضمر، تنشأ ثغرة في النسيج الوظيفي مما يؤدي إلى ردة فِعْلٍ تعويضية من باقي أعضاء الجسم، إن اكتمال الوظيفة والحركة - الذي لا يتحقق إلا بمنظومة فسيولوجية متكاملة - يظل في حالة سعي دائم نحو التحقق، فهو في حالة مقاربة مستمرة لا تبلغ منتهاها. هنا تظهر حكمة استخدام "يعرج" في سياق الإعاقة. اي ان السعي الدائم نحو الاكتمال الوظيفي يوازي نمط الكليات فهي بحالة "السعي الدائم نحو التجسد" حيث التجسد يرمز لاكتمال العملية الكونية, والكليات حتى وان تجسدت تظل محافظة على حالة "السعي نحو التجسد", فهذه الاستمرارية بدورها تسمح للشيء المتجسد بالحفاظ على خواصه بل وان يكتسب خواص جديده.
تبين لنا الآية (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) المعارج، الآية 4 -
أن الملائكة والروح يقومون بهذا العمل، أي العروج. ويرتبط هذا بآية سورة الحج التي تتحدث عن تدبير الله للزمن والأحداث. فالملائكة المكلفون بأعمال البشر يرفعون تقاريرهم، والتي تحوي كل ما يحدث وما سيترتب على كل فعل من أفعال الإنسان. وتتجلى في "العروج" صورة السببية الصاعدة، إذ يتشعب الفعل الواحد في مدارج الوجود متناسلا في سلسلة لا متناهية من الآثار والمآلات، كل هذه تدخل في مضمون العروج.
وهكذا نرى كيف أن مفهومي العروج واللجوج يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بمعرفة القرآن وفهم مفرداته، فكما تهبط الأشياء من عالم الكليات إلى عالم والتحقق، وكما تعرج من جزئياتها المتعينة إلى مراتب الجواهر الكلية الأزلية، كذلك ينتظم القرآن في نسق بديع يجمع بين الخاص والعام، والجزئي والكلي. وهو بذلك يوجهنا إلى عملية استقرائية-استنباطية، نتتبع من خلالها تقلب الكلمة المراد فهمها بين الجزئية والكلية، محاكين بذلك نمط العروج واللجوء في نظام الوجود
_________________________________________________________________________________
الخلاصة
نعرض هنا خطوات المنهج: أولًا، نختار لفظًا قرآنيًّا ونستقصي كل مواضعه واستعمالاته، متتبعين أشكاله النحوية والصرفية. ستظهر لنا معانٍ متباينة، وربما متناقضة في الظاهر. وهذا التباين علامة على أننا لم نصل بعد إلى المعنى الجامع. ويكتمل التحليل حين نكتشف معنى واحدًا يستوعب كل هذه الاستعمالات ويوحدها، فتزول التناقضات الظاهرية وتنحل في معنى بسيط شامل، كما بيّنا في دراستنا لمفهوم الأرض ومفهومي العروج واللجوء
. اختر لفظًا من ألفاظ القرآن الكريم
. اجمع كل المواضع التي ورد فيها في القران
. استخرج طرق استعماله في كل موضع
. حدد حالتها النحوية في كل آية وطابع السياق المذكورة فيها
. إسأل "ماهو المعنى الذي يجمع الكلمة في ظل اختلافاتها السياقية والتصريفية"؟
سيظهر لك معنى بسيط 'مجرد' يوازي 'المعدن' بالنسبة اي الذهب والرصاص والنحاس الخ, او الشكل الهندسي وجميع تجسداته في الواقع, اي نريد ان نحصل على معنى كُلِّي يمكن به فهم كل مشتقات الكلمه بما فيها من اختلافات سياقية, وهذا المعنى الكلي هو ناتج عملية الاستقراء ورَكِيزَتُه, والنقطة التي لايمكن التأويل و الاستنباط من دونها.
وكما رأينا في هذه الأمثلة، تظهر الألفاظ في سياقات مختلفة، تارة كأدوات مجازية، وتارة كمفاهيم مادية محسوسة. غير أن المعنى البسيط الجامع الذي يدل على اكتمال التحليل هو ذلك الذي يتيح لنا فهم مادية الاستعمال المجازي ومجازية الاستعمال المادي. فالأرض، وإن كانت مفهومًا ماديًّا محسوسًا، يمكن استعمالها مجازيًّا للدلالة على الرضا، لأن الرضا حالة تتحقق فيها الأشياء غير المتجلية وتستقر في الفعلية. وفي المقابل، نرى أن المعنى المادي المحسوس للأرض يكتسب هذا البعد الكوني والاستقراري، إذ نفهمها كمجال للصيرورة والتجسُّد.
وهكذا لا يعود الرضا مفهومًا كونيًّا أو ميتافيزيقيًّا أكثر من كونه مفهومًا سيكولوجيًا، إذ إن مجرد "وجود" أو"صيرورة" للأشياء هو تحقق لا يختلف في جوهره عن الحالة النفسية للرضا وإن كان في بُعدٍ مختلف. وإذا كان الرضا في ظاهره يدل على الاكتفاء بنتيجة أو حقيقة معينة، فإن طبيعة الأشياء في تغيرها وتعبيرها الدائم عن ذاتها تجعل من الرضا عملية مستمرة من التحقق، تتجاوز كونها حالة عارضة لتصير مبدأ كليًّا دائمًا، محققة بذلك صعودًا من الجزئية والنسبية إلى الكلية والاستمرارية.
هنا نلاحظ كيف أن مفهوم الرضا، الذي يتماثل مع أحد معاني كلمة "الأرض"، يتحول بنفسه وعند بلوغ نقطة معينة في تحليله من مجرد معنى سياقي إلى قاعدة تأويلية تنظم كيفية فهم وتفسير ذاتها وكلمات وظواهر أخرى عبرها. هذا ما يُسمى في فلسفة كانط بالمبدأ التنظيمي. هنا أصبحت الكلمة مجرد مقياس، أو قانون، أو مفهوم استقرائي؛ بالأحرى، المفهوم العلمي المطلق للكلمة، وبالتحديد المفهوم القرآني لها.
留言